
بعد طول انتظار حَلَّ أخيرًا موسم العطلة المدرسية السنوية وحان أن يجتمع أفراد أسرتي تحت سقف واحد، بعد أن تحرروا من قيود الدراسة لتشدُّ الرّحال إلى القرية التي احتضنت ذكريات من طفولتنا تحت ظلال أشجار الزيتون الوارفة في قرية سيدي ادير.
سيدي ايدير قرية باتت تنام على أطلال المنازل القديمة والمهجورة، واليوم لا شيء يجذب من غادرها سوى أشجار الزيتون المتناثرة ما بين حقولها وهضابها، جاءت رحلتنا متأخرة لأن موسم جني الزيتون بقريتنا الواقعة في أعالي جبال الماين بولاية برج بوعريريج قد بدأ منذ شهر مضى.
وقد جرى العُرف ولا يزال في بعض قرى الجزائر، وخاصة في منطقة القبائل أن يُعلن عن انطلاق موسم جني الزيتون من طرف أعيان القرية، على أن تطبخ عائلتنا وسائر العائلات الكسكسي والمطلوع ونوع خاص من الفلفل الحار المهروس (أسرطب ) وغيرها من المأكولات اللذيذة التي تفتح الشهية خاصة في الهواء الطلق، والتي يلتف حولها الكبار والصغار بعد قضاء نصف يوم في العمل المناق المضني.
وبعد الحصول على الزيت من المعصرة تحرص النسوة على إعداد أكلات تقليدية يكون فيها الزيت المادة الأساسية. ومن أشهرها ” ثيبوعجاجين ” إلى جانب ” لسفنج ” وغيرها ورغم أن زراعة الزيتون بالجزائر كانت في السابق حكرا على منطقة القبائل إلا أن الحكومة بذلت مجهودات جبارة في السنوات الأخيرة لتعميم زراعته في مختلفا ربوع الجزائر. ”
بقلم/ الهاشمي قالي
0 342 دقيقة واحدة