
يحل موسم جني الزيتون ليجمع الأسر والعائلات في قريتينا الصغیرة مُحمَّلا بالعادات والتقاليد التي تعزز روح التضامن بين الأفراد والأسر.
يبدأ التحضير لهذا الموسم قبل أيام من خلال تنظيف الأراضي وتجهيز الأدوات اللازمة للجني كالشباك والعِصي والسِّلال… وتوجَّه الدعوات للأصدقاء والجيران للمشاركة في هذه الفعالية السنوية، وفي يوم الجني يتوافد الجميع إلى الحقول منذ الصباح الباكر حيث يتعاونون في قطف الزيتون وجمعه وتنقيته وسط أجواء مليئة بالفرح والمرح، وتتخلل هذه اللحظات الجميلة الأحاديث وضحكات الكبار والصغار الذين يلتفون حول النار التي تطهو عليها النسوة أكلات تقليدية شهية والتي تزيد من متعة العمل
وفي وقت الظهر ولتعزيز روح المحبة والتآخي يجلس الصغار حول كبير الأسرة، يتعلمون منه بعض فنون جني الزيتون وأساليب الحفاظ على المحصول، ومن أروع مظاهر التضامن خلال هذا الموسم مساعدة العائلات التي لا تملك اليد العاملة لجمع محصولها بما يسمى بالتويزة ، حيث تنظم حملات تطوعية ليشارك فيها الجميع لضمان حصول كل عائلة على كمية كافية من الزيتون، مجسدين بذلك أسمى مظاهر التضامن والتكافل الاجتماعي.
وبعد الانتهاء من الجني يُنقل المحصول إلى المعاصر لاستخراج الزيت الصافي الذي يُستقبل بفرحة من طرف جميع العائلات وحتى الفقير الذي لا يملك زيتونا يُخصص له نصيب من الزيت المتحصل عليه. وبذلك يكون موسم الجني عرسا فلاحيا اجتماعيا رائعا.
وتبقى العادات والتقاليد في منطقتنا من أروع ما يميزها عن غيرها من المناطق الأخرى في الجزائر.”
بقلم/ داعو لقمان
0 415 دقيقة واحدة
