
كل عام في موسم جني الزيتون تجتمع العائلات والأسر في قريتنا من أجل جمع محصولها الذي تركه الأجداد مجسدين بذلك أجمل صور التلاحم والتضامن الاجتماعي بين الأفراد.
في الصباح الباكر يستيقظ سكان القرية عند الفجر لكي يحضروا الأدوات الضرورية كالأكياس والشباك والعصي. وتهتم النسوة بتحضير الطعام والشراب الذي سيأخذونه معهم إلى الحقول، وتبدأ رحلتهم تحت ظلال أشجار الزيتون الوارفة. حيث تسمع الضحكات والأحاديث التي تشق الوديان والتلال. وأفراد الأسر يتبادلون الأدوار فيما بينهم، فهذا يجمع حبات الزيتون وذاك ينقلها إلى السلال والآخر يجمع المحصول فى أكياس كبيرة وهكذا.
كما يمكن رؤية مشهد الأطفال وهم يتسلقون الأشجار بمرح وسعادة مشكلين بذلك مشهدًا مُمتعًا مما يترك في النفس البهجة والسرور والانتعاش وما يزيد الأمر ارتياحا رائحة الزيتون المعبقة أرجاء المكان، وتستمر ضحكات الصغار وأحاديث الكبار وتتعالى حتى ينتهي اليوم مكللا بالعديد من الأكياس المحملة بالزيتون والتي تُؤخذ إلى المعاصر التقليدية أو العصرية للحصول على الزيت الذي تفرح به الأسر والعائلات، والأهم من ذلك كله هو تلك الذكريات التي تصنع هذه اللحظات الخيالية التي تبقى في الذاكرة حتى الموسم القادم.
يبقى موسم جني الزيتون الموسم الذي يطبع الهوية الأمازيغية للمنطقة والذي يعبر عن ارتباط أهلها بالأرض، وبما تركه الأجداد. ”
بقلم/ أسمهان براشدي
0 436 دقيقة واحدة
