
حل رمضان شهر الرحمة والغفران ، شهر تسمو فيه الأرواح وترق فيه القلوب ، حيث يتجمع المسلمون على العبادة والصيام وصلة الرحم.
يتميز هذا الشهر الفضيل بالتقوى والسكينة ، كما يعد. فرصة جيدة لتجديد القيم الأخلاقية وتعزيز روح التضامن بين الأفراد.
ناهيك عن الجوانب الدينية ، يزخر شهر رمضان المبارك بعادات اجتماعية جميلة ، كالتجمعات العائلية على مائدة الإفطار وأوقات السمر بين الأحباب والأصحاب ، غير أن هذا الشهر لم يسلم من بعض المؤثرات السلبية التي ترافقه ، كمثل المسلسلات الرمضانية التي تبث خلاله ، والتي تحمل بين طياتها بعض السموم الإجتماعية و الثقافية التي تؤثر على المشاهدين.
•فإلى أي مدى يمكن اعتبار هذه الأعمال عنصرا إيجابيا؟
•وماهي الجوانب السلبية التي قد تنقلها للمجتمع؟
بعض هذه المسلسلات قد تروح لأفكار وسلوكات يمكن اعتبارها “سموما” قد تؤثر على المجتمع المغربي سلبا ، ومن بين هذه الأمور :
ـ تطبيع الإنحراف الأخلاقي: بحيث أن بعض هذه الأعمال تظهر لنا مواضيع كالخيانة والكذب والغش على أنها أمور عادية أو حتى مبررة ، قد يؤثر هذا على تصورات المشاهدين وخاصة الشباب.
ـ تشويه صورة الأسرة: حيث أن بعض المسلسلات تصور على أن الأسرة دوما ما تكون مصدرا للخلافات والصراعات ، مما قد يزرع للمشاهد نظرة سلبية اتجاه الروابط العائلية.
ـ الاستهزاء بالقيم الدينية: فأحيانا يتم الترويج لشخصيات متدينة في صور ساخرة أو كمصدر للمشاكل ، مما قد يزرع استهزاءً خفيا بالممارسات الدينية.
ـ التطبيع مع العلاقات الغير شرعية: فهنالك بعض الأعمال التي تروج للعلاقات خارج إطار الزواج وكأنها أمر طبيعي ، مما قد يؤثر على نظرة الشباب لهذه القضايا.
ناهيك عن المشاكل التقنية التي تعانيها هذه المسلسلات مما يجعلها تتعرض للإنتقادات اللادعة من طرف الجمهور ومن بين هذه المشاكل:
ـ التكرار والسطحية
ـ ضعف السيناريو والحوار
ـ المبالغة في الكوميديا
ـ تمثيل غير متقن
ـ غياب الواقعية
ـ تكرار نفس الوجوه
ـ نقص الإنتاج والتقنيات
وفي الأخير ، ليست كل المسلسلات تحمل هذه السموم ، فهناك أيضا أعمال جيدة تنقل رسائل إيجابية وتحترم القيم المجتمعية ، لكن يبقى على المشاهد أن يكون واعيا بما يشاهده حتى لا يتأثر سلبا.
أمين هجهوج المغرب