قراءات

السرّ الأخير» رواية تفتح أبواب الجنون على الحقيقة

تطلّ الكاتبة الأردنية سجى سليمان بني عطا على قرّائها بعمل روائي جديد يلامس أكثر مناطق النفس هشاشة و غموضًا.

مواليد أكتوبر 2001، و ممرضة تحمل في روحها رحمةً صادقة، اختارت أن تجعل من الكتابة امتدادًا للشفاء، و من الكلمة وسيلة لإنقاذ ما تبقّى من الأمل في القلوب المنهكة.

سجى، الرائدة في مجال الكتابة الإبداعية، تعمل من قلب مشروعها الإنساني «الشفاء عبر الكلمات»، حيث تحوّل الحروف إلى مساحات آمنة للبوح، وتمنح القارئ فرصة للعودة إلى ذاته، وإشعال شرارة الاستمرار من جديد.

وبعد تجربتها الأولى مع كتابها «فناجين أمي الكبيرة»، الذي قدّمت فيه حكايات بسيطة بعمق إنساني مؤثر، تعود اليوم برواية أكثر غموضًا وجرأة.

روايتها الجديدة «السرّ الأخير»، الصادرة حديثًا عن منشورات كلتورا، تنتمي إلى فئة الرواية النفسية الغامضة، وتسرد رحلة رجل عجوز يُدعى صفوان، يعيش في مصحّة خلال منتصف القرن الماضي.

من داخل جدران العزلة، يستعرض صفوان شريط ذكرياته الممتد بين الطفولة والعائلة، وبين فقدان الفهم والاحتواء من المحيطين به.

العمل يغوص في الأسئلة الكبرى: أين تنتهي البراءة ويبدأ الجنون؟ ومن يملك حق الحكم على الإدراك الإنساني؟
طيبة صفوان، التي كان يفترض أن تكون خلاصه، تحوّلت إلى سبب لسوء فهمه، لتقوده إلى مصحّة يراه الجميع فيها مجنونًا، بينما الحقيقة أبعد من ذلك بكثير.

بين رسائل غامضة، وقلادة قديمة، وأصوات وظلال ترافق البطل، يتشابك الماضي بالحاضر، ويظهر الدفتر الرمادي كحارس للأسرار التي لم يُسمح لها أن تُقال.

و مع تصاعد الدراما النفسية، يجد القارئ نفسه أمام سؤال واحد يتكرر بإلحاح:
هل كان صفوان مجنونًا حقًا… أم أن العالم من حوله هو الجنون بعينه؟

و في نهاية مفتوحة على التأمل، يعثر الابن بعد سنوات على الدفتر والقلادة، لتبدأ رحلة فهم جديدة، تربط ما كان مخفيًا بما هو آتٍ، وتؤكد أن كل ما لم يُقَل، لا بد أن يجد طريقه إلى الوجود، بطريقة أو بأخرى.

«السرّ الأخير» ليست مجرد رواية، بل تجربة نفسية وإنسانية، تضع القارئ أمام مرآة صادقة، وتدعوه لاكتشاف ما عجز الآخرون عن فهمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى