
استفقتُ اليوم من أثر ثمالة النوم، بعد الدقيقة السادسة، تدلت آخر أمارات النوم من رمش عيني اليمني ليسقط مترنحاً في كوب القهوة المُعد منذ دقيقة، شعري مُبعثر، خُطاي مُضطربة، رؤيتي ضبابية، وأنفي تصل إليه رائحة القهوة فتتهادى على إثرها ستائري الرمادية – كالواقع – إنها رائحة الثامن من سبتمبر أول بدايات الخريف، تتجافى الشمس عن حضن السماء، تسكن الغيوم الأماكن، ويعلو صوت الرياح، فيُشعرني كل هذا بالحنين، أتذكر جيداً رائحه العُشب، لُطف النسيم،صوتُ غرير المياه، أتذكر جيداً عدد خطوط يدك، وطرقات تعرجها ، برودة أناملك – وأنا من لا تملك مع جسدك أدنى ذكرى- أتذكر ذلك اليوم حينما قُلت لي: «أهلاً وسهلاً! » .
هل تعلم أن أهلاً تعني أنك صادفت أهلا لا غرباء، وسهلاً تعني أنك وصلت لمكان سهل لن يمسك السوء فيه.
فظننت أنك أهلي وظننت انك سهلي . ولكن أنت هو أنت ، فآهٍ من ظنوني وآهٍ منك!
دنيا السيد محمد
