الشعر

هدوءُ العاصفة…

 

العفو…
العفو ممّن لم يفهم،
لقد انتهيتُ…
انتهت قصّتي،
وقصّة صبري.

لقد ضعتُ بين جدرانِ الواقع والخيال،
نفدت طاقتي،
ونفدت قوتي،
وها أنا،
ضائعةٌ بين دروب الماضي…

كالزّهرَةِ الذابلة بين السّليمة.
قُلْ لي، أهذا أم ذاك؟
أاليمينُ أم الشّمال؟
أالنّعيمُ أمِ النّار؟

بدا الخيارُ سهلًا،
كشربِ الماء،
لكنّه كان سرابًا، وهمًا،
لا يبدو كما هو في الحقيقة.

صراعٌ، عتابٌ، وفشل،
قد حمله قلبي وتوجّع.
لا فريضة، لا آراء،
كلّه عذابٌ مُعاش،
لا يأتي بعده سوى الهلاك…
هلاكُ الرّوحِ والوِجدان.

لا أرى شيئًا ينمو داخل جسدي،
كأنّ أعضائي أبت النمو وتوقّفت عن عملها.
وأما قلبي…
فلن يسعني قول شيء عنه،
فقد كان أوّل من غادرني،
بلا وداع.

لم أمشِ نحو عذابي بقدمي،
بل غُصِبتُ على ذلك…

صرختُ…
لكنّ الصوت ذاب في الهواء،
كأنّه لم يكن.

احترقتُ في داخلي،
وكان دخان النار يتصاعد من عيني،
ومع ذلك،
مرّوا بي كأنّي شفافة.

كنت أظنُّ أن الألم حين يكبر يُرى،
لكنّه كلّما ازداد،
صار همسًا باردًا،
لا يسمعه سوى شاعره.

تعذّبتُ بأكثر الأشياء التي أحببتها،
كأنّ العالمَ قابلني،
وقف ضدّي، وحاربني…

وفي المقام الأخير،
حتى وإن انتصرتُ،
آثار الجروح لن تختفي،
ستصاحبني دائمًا…
بمعنى الخلود،
بمعنى البقاء.

قُل لي، أين أضع رأسي؟
أين جانب الرّاحة؟
أين جانب الاطمئنان…
كي أسترخي قليلًا؟

أريد أن أنام لدقيقة،
ألا أشعر بشيء…
أن يمضي هذا الوقت،
بالبكاء أم بالفرح، لا يهم،
المهم أن يمضي…
وينتهي.

 

الشاعرة: هند عصفور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى