الشعر

من الرَّجاء إلى الوُصول

تَوَكَّلْنَا عَلَى الرَّحْمَنِ فِي خُطُوَاتِنَا
وَرَجَوْنَا النُّورَ  من بعد ظلمة الليالي
إِذَا ضَاقَتْ بِنَا الدُّنْيَا دَعَوْنَا
فَكَانَ اللهُ أَوْسَعَ مِن مُنَادَى
سَقَطْنَا… وَانْكَسَرْنَا غَيْرَ مَرَّةٍ
وَذُقْنَا مِن لَيَالِي الهَمِّ مَرَّا
وَلَكِنَّ الرَّجَاءَ بِرَبِّ قَلْبٍ
أَعَادَ لَنَا الطَّرِيقَ وَأَحْيَا السِّرَّا
تَعِبْنَا… وَالتَّعَبُ كَانَ ثَقِيلًا
عَلَى الأَرْوَاحِ، فِي دَرْبٍ طَوِيلِ
لَكِنَّا قُلْنَا: ‏ما بعد الضيق إلا الفرج
فَمَا ضَاعَ الَّذِي سَارَ بِدَلِيلِ
شَدَدْنَا العَزْمَ، لَمْ نَرْضَ التَّوَانِي
وَجَعَلْنَا الجُهْدَ عُنْوَانَ الأَمَانِي
إِذَا مَالَتْ بِنَا الدُّنْيَا قَلِيلًا
أَقَمْنَاهَا بِثَبَاتِ الإِيمَانِ
سَهِرْنَا وَالكِتَابُ رَفِيقُ لَيْلٍ
وَدَمْعُ العَيْنِ يَسْقِي كُلَّ سَطْرِ
وَمَا كَانَ السَّهَرُ يَوْمًا شَقَاءً
وَلَكِنْ كَانَ مِفْتَاحَ النَّصْرِ
فَمَنْ سَقَطَ نَهَضْنَا بَعْدَ ضَعْفٍ
وَمَنْ تَعِبَ وَاصَلْنَا دُونَ وَهَنٍ
لِأَنَّ العَزْمَ فِي صِدْقِ القُلُوبِ
أَقْوَى مِن كُلِّ خَوْفٍ أَو مِحَنٍ
وَمَا زَالَ الطَّرِيقُ يَشُدُّ فِينَا
عُرُوقَ الحُلْمِ، نَبْضًا فِي الصُّدُورِ
إِلَى أَنْ لَاحَ فَجْرُ الفَوْزِ يَوْمًا
وَأَشْرَقَ فِي العُيُونِ بِلَا فُتُورِ
وَهَذَا نَحْنُ قَدْ بَلَغْنَا مُرَادًا
وَكَانَ الوُصُولُ ثَمَرَةَ السِّنِينَ
وَرَاءَهُ ‏ ام تدعو الله مناجيةً‏
وَرَاءَهُ لُطْفُ رَبٍّ يَسْتَكِينُ
فَيَا مَنْ سَارَ فِي دَرْبِ المَعَالِي
تَذَكَّرْ: لا نَجَاحَ بِلَا عَنَاءٍ
وَأَنَّ اللهَ إِن رَأَى صِدْقَ عَبْدٍ
يَفْتَحُ الأَبْوَابَ مِنْ حَيْثُ يشاء
فَهَنِيئًا لِمَنْ جَدَّ وَسَعَى بِإِخْلَاصٍ
فَهَنِيئًا لِكُلِّ قَلْبٍ امْتَدَّتْ فِيهِ الأَمَانَةُ وَالإِرَادَةُ
اليومَ تَشْرُقُ ابْتِسَامَتُكَ نَجَاحًا وَتَفَوُّقًا
وَتَعْلُو الرَّايَاتُ بِاسْمِكَ، شَاهِدَةً عَلَى صَبْرِكَ وَعَزِيمَتِكَ
فَلْتَظَلَّ رَايَةُ الجِدِّ مَرْفُوعَةً دَوْمًا، وَلْتَسْطُرِ الأَيَّامُ قِصَّتَكَ بِالإِبْدَاعِ وَالنَّجَاحِ

الشاعرة / مرتينا موسى برادعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى