
من مثلي أنا؟ محظوظ كل هذا الحظ كي ينعم بهذا الحب العذري الصافي، محظوظ لأن له صدرا دافئا يلجأ إليه في أفراحه وأتراحه، من مثلي أنا؟ يهيم حبًّا سُرمديًا دائم، حبيبتي أنا لا تشبه أحدا ولا يشبهها أحد في عطفها وحنانها الفياض، دافئة كنسمة ربيع ليلية، حسناء وكل الحُسن لا يُضاهيها، جميلة وليت الجمال يوفِّيها، رقيقة الإحساس، مرهفة المشاعر، بهية الطَّلعة ناعمة الأديم كملاك طاهر نزل للتَّو من أحشاء أُمه، لم أكن أنوي الكتابة عنها يوما ذلك أنَّني مهما كتبتُ ومهما خطَّت أسطري فلن أُجزيها حقَّها، لأن حبَّها شيء في القلب لا تقوى الكلمات على قوتها وجزالتها وصفه.
حبها عالَمِي الأول الذي تعلمت فيه أُولَى دروس الحُبِّ والعطاء، مدرسة للحب هي مهما أحببتُ وعشت الحُبَّ فلن أجد بديلا عن حبها، لن يغنيني ألف حضن وحضن عن حضنها، ولن تنعم جفنايا بالرَّاحة إلا معها وبجانبها، حبيبتي أنا زهرة ربيعي وربيع عمري الذي لا تكتمل فصوله إلا بنسائمه العطرة الزكية.
عبدالعليم مبارك

