المقالات

انكسارات

يُعلّقنا الماضي بذكريات هزلية، لا يُسمَع صوتها إلا من خلال جراحها.
يمرّ الإنسان بمرحلة ضياعٍ مرةً واحدة، حين يتجاهل ذلك الماضي، فيتلاشى لون الظلام…
لكن، رغم تجاوزه مرحلة المواجهة وذلك الظلام، تظلّ حياته باهتة.

حتى حين يبدأ بالتقدّم، يتذكّر أنه يعيش اليوم من أجل هذا اليوم.
يتسلّل إلى عقله طيف تلك الابتسامة الباهتة التي أحاطت حياته، بل وأحلامه أيضًا…
يبدأ بالشعور بالعقلانية، ويراقب نفسه في كل لحظة، مقيّدًا بقيودٍ يكسوها ألم الحريّة،
ليبقى ثابتًا، لا يتزحزح عن القواعد التي وضعها لنفسه.
يتجرّد من ذلك الماضي وتلك الأحلام الهزلية، لأنه يعيش اليوم ليكسر تلك القيود،
القيود التي غطّاها الزمان، وذلك الظلام، وذرف الدموع، والجراح التي ما زلنا نشعر بألمها.

لأنه اليوم بدأ يفكر بطريقة يجهلها الجميع،
يجهلون ذلك التغيّر، وتلك الملامح، وحتى ذلك البرود الذي أصابه…

كلّها تصرفات يبنيها الإنسان ليحمي نفسه أمام تلك الانكسارات…

فلا شيء يُضاهي انكسارات الماضي أمام العقبات.
فالماضي، أمام تلك العقبات، هو ريحٌ تسقيها الذكريات.

الاسم: براء عماد جواد
الدولة: العراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى