الفشل كلمة ثقيلة في أذهان الكثيرين، ويعتقد الكثير أنه إذا حاول القيام بشيء في حياته، فإن الأمر سينتهي في نهاية المطاف بالفشل. لكنه في الحقيقة جزء طبيعي من رحلة أي إنسان ناجح. فلماذا نخاف منه؟ وكيف يمكننا أن نحوله من عائق إلى دافع؟
ما هو الفشل حقًا؟
الفشل ليس نهاية الطريق، بل محطة مؤقتة في مسار مليء بالتجارب والدروس. إنه ليس نقيض النجاح، بل جزء منه. الفشل يعني ببساطة أن النتيجة التي حصلنا عليها لا تطابق النتيجة التي كنا نأملها، لكنه لا يعني أننا فاشلون.
هل الفشل هو العدو الحقيقي؟
العدو ليس الفشل في حد ذاته، بل نظرتنا السلبية إليه وخوفنا العميق منه. الفشل تجربة مؤقتة، أما الخوف منه فهو شعور دائم يشلّ الإرادة ويقتل الطموح. الفشل يعني أننا تحركنا، خاطرنا وحاولنا، بينما يدفعنا الخوف إلى التراجع والانكماش داخل منطقة الراحة، حيث لا نمو ولا إنجاز.
الفشل لا يعني أنك لست جيدًا، بل أنك في طور التشكُّل، في منتصف الطريق نحو النضج والتطور. كل تجربة فاشلة تحمل رسالة، وكل سقوط يكشف نقطة ضعف يمكن تحويلها إلى نقطة قوة.
الفشل لا يحكم على قيمتك، بل يختبر صبرك، وصدق نيتك، وعمق رغبتك في الوصول. الناجحون ليسوا أولئك الذين لم يفشلوا، بل الذين لم يسمحوا للفشل أن يُكسِرهم، وجعلوا منه وقودًا لرحلة أطول، لا نهاية مبكرة.
الفشل ليس نهاية، بل بداية لفهم أعمق للذات وللحياة. من يخاف الفشل لا يتقدم، ومن يحتضنه يصبح أقوى وأكثر وعيًا. لا تدع التجربة تكسر عزيمتك، بل اجعلها تبنيك من جديد. فكل مرة تسقط فيها، تقترب أكثر من الشخص الذي تستطيع أن تكونه.
سهام الدولاري – الدريوش
