المقالات

العطاء والخير: بذور تصنع الحياة

الإنسان خُلق ليكون جزءاً من مجتمع، ومن أجمل ما يمنحه هذا الانتماء هو أن يخفف عن الآخرين ثِقل حياتهم. فحين نعطي، لا نخسر شيئاً، بل نربح سعادة داخلية وطمأنينة تعجز كل كنوز الدنيا عن شرائها. إن الخير يعود على صاحبه نوراً يضيء قلبه ويبارك عمره.

وللعطاء صور كثيرة؛ فمن يساعد يتيماً يزرع في قلبه الأمان، ومن يزور مريضاً يخفف عنه الألم، ومن ينشر علماً ينير به العقول. حتى أصغر الأفعال
ما يميز العطاء أن أثره لا يزول؛ فقد تنسى اليد التي أعطت، لكن القلب الذي تلقى لن ينسى أبداً. وهكذا يصبح الخير سلسلة مترابطة، تبدأ من شخص لتصل إلى آخر، حتى تعم البركة الجميع

 

العطاء قيمة إنسانية تتجاوز حدود المادة

العطاء ليس محصورًا في المال أو الأشياء الملموسة، بل هو حالة روحية تعكس صفاء النفس ورغبتها في إسعاد الآخرين. فهناك من يعطي علمًا ينفع العقول، ومن يعطي وقتًا يضيء حياة غيره، ومن يعطي حبًا ومشاعر صادقة تداوي القلوب الجريحة. إن العطاء الحقيقي هو الذي يخرج من القلب ليصل إلى القلب، بلا مقابل ولا انتظار

صور بسيطة للخير في حياتنا اليومية

قد يظن البعض أن الخير فعل كبير يحتاج إلى جهد أو مال، لكن الحقيقة أن أصغر الأفعال تحمل أثرًا عظيمًا. كلمة طيبة قد ترفع معنويات شخص محطم، وزيارة قصيرة لمريض قد تزرع الأمل في قلبه، وسقيا طائر عطشان قد تفتح لك باب رحمة واسع. الخير لا يقاس بحجمه بل بنيّته وأثره

الخاتمة:

العطاء والخير ليسا مجرد أفعال عابرة، بل هما رسالة خالدة تخلّد أثر الإنسان في هذه الدنيا. كل مرة نمنح فيها دون انتظار، نكتب سطرًا جديدًا في قصة إنسانية جميلة. فلنحرص على أن نكون مصدر نور في دروب الآخرين، ولنجعل العطاء عادة يومية، لأن الخير الذي نزرعه اليوم سيعود إلينا أضعافًا غدًا.

بقلم : سهام الدولاري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى