
ميَّزنا الله –تعالى- بالكلام، ولنا في الكلام مجال واسع لإيصال كل ما نريده من رأي أو فكرة أو خطة أو إعجاب وغيرها.
ولأن لسان الإنسان حصانه كما يقال فإن صاحب اللسان يجب أن يتحلى بالحكمة، ويفكر جيدًا قبل أن يتفوه بأي كلمة قد يراها هو كلمة عادية ومزاحًا عابرًا في حين أن المُستقبِل لها قد تؤثر فيه سلبًا وقد يفشل في أمر كان متحمسًا لفعله، قد يكون مشروع العمر.
الكلمة الطيبة صدقة والإنسان يستند إلى كلام مَن حوله كما يستند إليهم في مواقف عديدة في الحياة، إذ إن السند لا يتمثل فقط في أن تجد مَن يكون بجانبك وقت الشدة بالمال أو غيره بل إن السند قد يكون كلمات تهدئ من رَوْعِك، عبارات تشعرك بالأمان، حكمة تعدِّل بها مسار حياتك إلى الأفضل….
الكلمة قوة وسلاح، قد تبني فردًا صالحًا كما قد تهدم مستقبلًا بأكمله.
وإن كنا نتساهل في قول ما لا يطيق الآخر سماعه في بعض الأحيان.
فلنكن لبعضنا قوة وأمنًا، العالم فيه ما يكفي من الخذلان والغدر والطاقة السلبية.
لم نخلق لنكون عبئًا ولم نجتمع لنزيد الغريق غرقًا في الوحل.
كلنا نمر بلحظات نحتاج فيها سماع كلمة طيبة نشحن بها أنفسنا، ونزرع أملًا لغد أفضل.
مهما كان الذي أمامك قويًّا لا تقسُ عليه بالكلام وإن كانت في مصلحته، أحسن اختيار الكلمات وانتقِ الألفاظ المناسبة لكي تكون نصيحتك دواءً قبل أن تكون إصلاحًا؛ لأن النصيحة في القَالَب الخطأ لا تنفع ولا يستفاد منها، بل تولِّد العناد والإصرار على الاستمرار في طريق الخطأ، هذا هو التصرف الذي ستتلقاه من الآخر، ماذا ستستفيد منها؟ سيكرهك الشخص الذي أردت نصحه ويرفض السماع لك مرة أخرى.
الكلمة الطيبة تصلح غيرك وترفع درجتك، وتجعلك مميزًا في نظر من تحدثت إليه، حافظ على حكمتك وكلامك موزونا واجعل الابتسامة ترافق كلماتك كي تكون سلسة أكثر ومرحبًا بها.
وفي النهاية؛ عامل الناس كما تُحب أن تُعامَل، واحرص على مشاعرهم من التحطيم والانكسار وحاول ألا تترك أثرًا سلبيًّا فيهم، احرص عليها كما تحرص على سلامة الأشياء المادية وربما أكثر.
عبدالعليم مبارك

