
أسمع صوت الصّمت،
في دربٍ
أمشي فيه وحيدةً،
فِي دَرْبٍ
مظلمٍ،
لا يسْلُكُهُ أحد…
أجُرُّ رِجلاي نحوَ مَصيرٍ
لا أعرف نهايته…
هل يمكنني إيجادُ رفيقٍ؟
صديقٍ أو حنينٍ؟
أريد أن يَنْسَكِبَ مَاءٌ مثلّجٌ على قلبي،
الباردُ لَمْ ينفَع…
لا أحد يفهمني،
فَيؤلمني هذا الجرحُ…
إن سِيءَ فَهْمي،
يَجرَحُنِي القَولُ.
كُلّ ما يمكنني فعلهُ هو القعودُ،
في الزّاويةِ،
كَالمزهرية دون أزهارٍ،
مزخرفة من الخارِجِ،
فارغة من الداخلِ،
دون كلامٍ، دون فعلٍ
دون سؤالٍ…
حتى الكتابة … لم تعد تجدي نفعًا،
أكتب لأرتاح، لكن،
يبدو أنني أزدادُ انهيارًا و غضبًا…
كالنّارِ أنَا لا يَفْهَمُونَنِي
يرمون البنزين عليَّ لأنطفئ،
لا يعلمونَ أنّهم يزيدون انفعالي…
أضحكُ و أسألُ عيناي؛
و إذًا إلى أين المفرُّ؟
العذاب دونهم،
و وجودهم عذاب…
لم أعد أريد السّعي نحو السعادة
أنا أريد فقط أن يمضي الوقت،
حتى و إن لم أشعر بشيء
بِلَا شيء…
خذني يا نومُ إلى مكانٍ لا عودة منه
علّي أنسى،
أو أرتاح…
أشتاقُ إلى أيّامٍ
كُنْتُ لا أهتم فيها،
لا بالنّهارِ ولا باللّيلِ،
لا شيء كان يؤلمني،
لأنني لم أكن أفهم،
الآن
لا شيء يتركني و شأني
كل شيء،
كل شخص،
يقتربُ منّي ليجرحني،
لا ليمدّ لي فرزدقًا…
هناكَ مَنْ
يرَى حزنَهُ في دموعي،
و هناك مَنْ
يرى حزنَهُ عِندَ أحزاني،
فَالأوّل أُهديهِ قَلْبِي ليأكلَهُ،
و الثّانِي أهديهِ قلبي فَيَأكلُهُ…
أيَا من عاشَرتُ أَلَا ترَى؟
و كُنْتُ تُرابًا تحتَ كعبكَ لتدوسنِي
لكنّك دستَ عليَّ،
ألَم تمنعكَ لمعةُ عينايَ حينمَا تألّمتُ؟،
ألم ترى وجَعِي
في قلبك؟،
لِمَاذَا؟
هل مشاعري شفّافَةٌ
لهذا الحدّ كي لا تُرى؟
اغتالتني بسمتكَ
حينمَا اطمأنّ قلبي لها
وعندما لُمْتُكَ،
ادّعيتَ
أنّـي التي جُرتُ،
وألّا ذَنْبٌ لَكَ …
أعاشَرتَ رُوحي لِتُؤلمني؟،
و اللهِ بِروحِي مَا يُؤلمُ
أكثر مِمّا تودّ صنعهُ،
ارحمنِي و ارحم رِقّتِي،
فلا قطرة دم بقيت بجسمي
كي تتقاطرَ إِذَا خَدَشْتَنِي…
نشفتُ و بهتَتْ ألوانِي،
أريد أن أتنفس و أتحرّر من ضيق علاقاتي
بهدوءٍ،
دون ضجيجٍ،
دون جروحٍ…
أريد أن أبقى وحدي…
وحدي إلى الأبد…
الشاعرة / هند عصفور